بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية

بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية

  • بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية
  • بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية
  • بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية
  • بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية

اخرى قبل 2 سنة

بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية

نابلس - وكالة سند للأنباء

بتراثها ومبانيها التاريخية العريقة، وبنسمات من التاريخ العثماني، تستقبل حارة القريون وسط البلدة القديمة في مدينة نابلس شهر رمضان المبارك، فتكون محط اهتمام واستقطاب لأهالي المدينة خاصة بعد ساعات الإفطار.

وفي الحارة التي تتوسطها ساحة التوتة (نسبة لشجرة توت كبيرة فيها)، يتجمع أهالي الحي بعد صلاة التراويح، في أجواء من السمر والسهر، كما لا تخلو أيام الشهر الفضيل من موائد الإفطار الجامعي للعائلات في الحارة.

ويعود تاريخ البلدة القديمة في نابلس وتحديدا حارة القريون لآلاف السنين، لتكون شاهدة على تعاقب العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية، إلا أن ارتباط سكانها بالعادات التي درجت خلال العهد العثماني لا يزال هو اللافت فيها.

و"القريون" كلمة لاتينية اشتقت من كلمة "كرايون" ومعناها "الأنبوب"؛ وسميت بذلك لكثرة الأنابيب المائية والينابيع فيها، ويسكنها الكثير من العائلات النابلسية، وفيها قصر طوقان وجامع التينة وصبانة طوقان؛ وتتوسطها ساحة التوتة.

ارتباط وثيق

ويفخر سامر الشخشير "أبو عنان" بكونه أحد سكان الحارة، وبأنه لم يخرج منها طيلة حياته، "حتى في أحلك الظروف" قائلًا: "لحارتنا صبغة عجيبة بهوائها النقي والصحبة القوية بين العائلات، وارتباط مغتربيها بها".

"أبو عنان" الذي يعمل في صناعة الحلويات، يُضيف لـ "وكالة سند للأنباء" أن شهر رمضان يضفي رونقا خاصة على الحارة التي تستقطب الزوار من أهالي المدينة، إضافة للسياح بأعداد مضاعفة خلال شهر الصيام.

ولصلاة التراويح نكهة خاصة أخرى في الحارة القديمة، فما أن يعلو صوت الأذان من مآذن مساجد البلدة العتيقة، حتى يتدفق الأهالي نساءً ورجالًا للصلاة في مساجدها التي تعد من أقدم المساجد في المدينة.

ويسهب "ضيف سند" في الحديث عن عادات أهل الحارة: "بعد صلاة التراويح، تنظم السهرات يوميا في أفنية المنازل، وفي بعض الأيام يتفق أهالي الحي على حفلات سمر جماعية، إضافة لإقامة الولائم وتناول الإفطار الجماعي، كنوع من العمل المشترك وتوطيد العلاقات بين العائلات والجيران".

روحانية تاريخية

من ناحيته، يقول الباحث في التاريخ العثماني مروان أقرع، إن الكثير من العادات في حارات البلدة القديمة بنابلس ومنها حارة القريون خلال أيام شهر رمضان يعود للفترة العثمانية، خاصة الزينة والسمر في باحات المنازل والتوجه الجماعي لأداء التراويح في المساجد بما فيها النساء والأطفال وارتداء الأزياء التراثية.

ويوضح "الأقرع" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "الفعاليات التي تنظم بالحي خاصة في ساعات الليل لإضفاء الأجواء الروحانية بعضها يعود للفترة الفاطمية والأخرى للعهد العثماني، وما يزال الأهالي متمسكون بها ويتناقلونها جيلًا بعد جيل، تُظهر مدى ارتباط الجيل الناشئ بالتراث القديم".

نشاط شبابي

ويسجّل شبان البلدة القديمة وحارة القريون حضورهم ببصمة خاصة خلال الشهر الفضيل، عن ذلك تحكي الناشطة الشبابية ميس الشافعي، إن المجموعات الشبابية في الحارة تنسق سنويا مع بعضها لتزيين الحارة، وبخاصة إضاءة المصابيح الكهربائية، وتنظيم حفلات ليلية بالحي".

إلا أن أجواء الحزن الذي خيّم على البلدة القديمة بعد استشهاد ثلاثة من أبنائها المقاومين في عملية اغتيال قبل نحو شهرين، أثّر على تلك المظاهر، بحسب الناشطة "ميس".

وتُردف لـ"وكالة سند للأنباء": "صحيح أن كل أحياء البلدة القديمة بنابلس تشترك في عادات عديدة خلال شهر رمضان، لكن ميزة القريون وجود ساحة كبيرة بالإمكان إقامة فعاليات جماعية فيها، ناهيك عن تواجد مساجد قديمة فيها، مثل مسجد "الساطون" الذي يعود تاريخه لعهد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، إضافة لمسجد التينة وهو أيضا تاريخي قديم".

وتحتضن الحارة بئرا للمياه تطلق عليه بئر القريون، وبرج الساحة وجامع النصر وباب الساحة وسرايا الحكم التركي العثماني وخان التجار وصابة النابلسي وقصري طوقان وعبد الهادي، وصبانة طوقان التاريخية ومنازل يعود بناؤها لمئات السنوات.

 

التعليقات على خبر: بالصور حارة "القريون" بنابلس.. عادات رمضانية بنكهة عثمانية

حمل التطبيق الأن